السبت، 16 يناير 2016

العنوان : أمير المؤمنين - الملكية والنخبة السياسية المغربية
المؤلف : جون واتربوري
ترجمة : عبد الغني أبو العزم - عبد الأحد السبتي - عبد اللطيف الفلق
الناشر : مؤسسة الغني
الطبعة : 3 - سنة 2013
عدد الصفحات : 475
******
رابط الأٍرشيف:
https://archive.org/details/amir-mominine
*************
الرابط المباشر:
https://ia801401.us.archive.org/…/amir-mo…/amir-mominine.pdf

الزمن البيداغوجي. .ملاحظات و تساؤلات

الزمن البيداغوجي..ملاحظات و تساؤلات الزمن البيداغوجي..ملاحظات و تساؤلات من بين المتغيرات الأساسية والجوهرية التي تظل مهمشة أو مغيبة في التدبير البيداغوجي لنظام التربية والتكوين:متغير الزمن؛ سواء من حيث علاقته بهندسة وتخطيط المنهاج التربوي( المناهج والبرامج والكتب المدرسية واستعمالات الزمن المدرسية والعمل الديداكتيكي والتربوي المباشر...)أو بالتنظيم والتدبير الإداري لعمل أطر التربية والتكوين عامة.نقصد بالتحديد: ماهي الاختيارات والمبادئ المعتمدة في تحديد الزمن البيداغوجي للسنة الدراسية، وللمواد المدرسة، ولساعات عمل المدرسين على وجه الخصوص؟هل تدبير وتحديد الزمن البيداغوجيي في مدرستنا المغربية يخضع لظوابط ومعايير بيداغوجية علمية وموضوعية؟أم لضوابط وغايات تنتمي لزمن غير الزمن البيداغوجي الموضوعي، قد يكون زمنا تقنيا أو اقتصاديا أو إيديو-سياسيا؟ الإجابة الدقيقة و الأكثر موضوعية تحتاج إلى دراسات نظرية وميدانية عميقة وأكثر تدقيقا، لذا فإن مقاربتنا هذه لموضوعة الزمن البيداغوجي، لا تعدو أن تكون مجرد محاولة لبسط بعض الملاحظات، وإثارة بعض الأسئلة، لتسليط الضوء على متغير بيداغوجي يظل غير مفكرفيه ومهمشا في منظومة التربية والتكوين. *مفهوم الزمن: بشكل مبسط وعام يمكن تعريف الزمن كمدة معينة يستغرقها فعل أو حدث ما،أو كبعد يمثل تعاقب الأفعال والأحداث. وعليه فإن الفعل /الحدث البيداغوجي قابل للقياس بوحدات زمنية، أو بتعبير آخر، يمكن ترجمة البيداغوجي إلى" كم زمني" معين، حيث إن كل متغير تربوي/بيداغوجي/ديداكتيكي(وقد يكون متوقعا أو غير متوقع) يستغرق زمنا معينا.فهل الزمن البيداغوجي الرسمي يعبر بدقة قياسية موضوعية عن الزمن البيداغوجي الموضوعي؟ الزمن التقني والزمن البيداغوجي الموضوعي في بحثنا عن مفهوم الزمن وكيفية تدبيره في أهم وثيقتين رسميتين(الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض)عثرنا على المعطيات التالية: في الدعامة الثامنة من الميثاق،والتي تتطرق إلى استعمالات الزمن والإيقاعات المدرسية والبيداغوجية،يتم تحديد السنة الدراسية في 34 أسبوعا كاملا،أي مايعادل1000ألى1200ساعة،والتي يمكن تعديلها حسب وثيرة الحياة المميزة للمحيط الجهوي والمحلي للمدرسة، وذلك تبعا لمسطرة محددة، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدة شروط، منها:مراعاة الظروف الطبيعية والسوسيو ثقافية والاقتصادية للسكان،احترام المميزات الجسمية والنفسية للمتعلمين في كل سنة دراسية،التنسيق بين التكوين بالمؤسسة التربوية وعالم الشغـل،تنظيم الأنشطة الموازية والتربية البدنية،الاستعمال الأمثل والتعدد الوظائف للتجهيزات التربوية.كما يمكن لسلطات التربية والتكوين أن تبحث في مبدإ تخفيظ عدد الساعات الدراسية الأسبوعية بالنسبة للتلاميذ، خصوصا في الابتدائي والإعدادي.(تهميش عدد ساعات عمل المدرسين؟!).إن هذه الدعامة من الميثاق تعبر عن الوعي بمفهوم الزمن وكيفية تدبيره بيداغوجيا في علاقته بالمتغيرات الفزيولوجية والنفسية للمتعلم، والمعطيات الطبيعية والسوسيو-ثقافية والاقتصادية لمحيط المدرسة.لكن الملاحظ،ونحن في بحر السنة السادسة من تطبيق الميثاق،لم يتم تفعيل معظم تلك الشروط السالفة الذكر التي يمكن لها أن تعطي للزمن البيداغوجي صبغته الموضوعية والواقعية،هذا من جهة، ومن جهة أخرى ،تبقى بعض الأسئلة معلقة،مثل:ماهي طبيعة العلاقة الديداكتيكية للمواد الدراسية بالغلاف الزمني السنوي؟هل هي علاقة بيداغوجية موضوعيةأم علاقة تقنية تدبيرية معطاة مسبقا، خصوصا إذا لاحظنا أن الغلاف الزمني للسنة الدراسية المعتمد في الإصلاح الحالي بقي تقريبا هو نفسه بالمقارنة مع النظام القديم؟هل تعتمد السلطات التربوية سواء المركزية ،أو الجهوية،أو الإقليمية ،أو المحلية على البحوث والدراسات النظرية والميدانية العلمية في تحديد الزمن البيداغوجيي؟هل لدينا تراكم معرفي مغربي في هذا النوع من المقاربات؟ وعلى أية أسس علمية تم تحديد السنة الدراسية في 34أسبوعا؟... الزمن البيداغوجي والديداكتيكي *الغلاف الزمني السنوي للمواد الدراسية: من خلا ل معاينتنا للغلاف الزمني العام للمواد المدرسة في التعليم الابتدائي، والوارد في الكتاب الأبيض، خرجنا بخلا صات إحصائية(تقريبية) للنسبة المئوية لكل مادة، في علاقتها بالغلاف الزمني السنوي لكل المواد الدراسية، وهي كالتالي: المواد الدراسية السنتان 1+2 الترتيب السنوات3+4+5+6 الترتيب لغة أجنبية أولى 2,67(س2) 8 28,15 1 اللغة العربية 39,28 1 22,76 2 الرياضيات 17,85 2 17,58 3 التربية الإسلامية 11,55 3 10,71 4 الأمازبغية 10و71 4 ــــــــــ ــــــــــ التربية البد نية 6,30 6 6,2566 5 النشاط العلمي 5,35 7 5,35 6 التربية الفنية 8,92 5 4,01 7 الاجتماعيات ـــــــــ ــــــــ 3,57 8 لغة أجنبية ثانية ـــــــــ ــــــــ 1,31(لم تدمج بعد) 9 بعد معاينة هذه المعطيات الإحصائية، يمكن الخروج بالملاحظات/الأسئلة التالية: ما هي المعايير المعتمدة في توزيع الغلاف الزمني السنوي للمواد الد راسية بهذه النسبة أو تلك في سلم الأولويات الزمني؟هل هذه المعايير هي بيداغوجية وديداكتيكية محضة؟أم هي مجرد إجراء تقني لتكييف الغلاف الزمني للمواد حسب غلاف زمني معطى مسبقا؟أم انها محكومة بعدد المواد المحدد في كل مستوى دراسي؟أم أن الزمن البيداغوجي للمواد والسنة الدراسية يتحكم فيه بالأساس الزمن الاقتصاد التدبيري والزمن الإيديو-سياسي؟لماذا ، مثلا تحتل اللغة الفرنسية الصدارة(%28,15 ابتداء من السنة الدراسية الثالثة) متقدمة على اللغة العربية وعلى الرياضيات والتربية الإسلامية والنشاط العلمي وباقي المواد الأخرى؟!مع العلم أن أغلب الشعب المغربي يتكلم اللغة العربية بالدرجة الأولى، وهي اللغة الرسمية للبلاد، بالإضافة أننا ندعو في الميثاق إلى بناء الكفايات التي ستساهم في النهضة العلمية والاقتصادية للبلاد!كيف ذلك ومادة النشاط العلمي تحتل المرتبة السادسة والسابعة؟ّ!مع تسجيل الأهمية المعطاة لمادة الرياضيات(المرتبة الثانية والثالثة).هل يمكننا أن نخرج باستنتاج أساسي كون الزمن التقني والإيديو-سياسي سابق على الزمن البيداغوجي والعلمي ومتحكم فيه؟هناك عدة استنتاجات يمكن الخروج بها من الجدول الإحصائي السالف، ونكتفي بما سبق. *استعمال الزمن الخاص بالحصص الزمنية للمواد الدراسية: هنا سنقدم فقط مثالين يخص مادتي الرياضيات والفرنسية للمستوى السادس ابتدائي(حسب دليل الأستاذ)، والمهم هو إثارة بعض الأسئلة التي تخص الغلاف الزمني الأسبوعي للمواد الدراسية:تقدم مادة الرياضيات في 6 حصص في الأسبوع،45 دقيقة لكل حصة، بالإضافة إلى حصة سابعة تخصص للدعم والتقويم. أم المدة الزمنية لمواد الفرنسية،توزع كالتالي: تواصل وتعبير30-35 دقيقة،الصرف Conj40 د،معجمLexique 30 د،تعبير كتابي 40-45 د، مشروع Projet 40 د. هل تحديد زمن كل حصة دراسية تم اعتمادا على دراسات وتجارب بيداغوجية ميدانية؟ أم هي ، كذلك مجرد تكييف تقني للغلاف الزمني السنوي المعطى مسبقا حسب عدد المواد المقررة، وحسب أيام الأسبوع الدراسي، وحسب عدد ساعات عمل المدرسين كذلك؟ على مستوى العمل البيداغوجي الميداني والصفي، يشتكي جل المدرسين من قلة وعدم كفاية وموضوعية الغلاف الزمني المخصص لبعض المواد، خصوصا المواد الأساسية والبنائية، ومن كثرة المواد المقررة التي تشتت مجهود المدرسين وتركيز المتعلمين، وتنهك القوى العقلية والجسدية للمتعلمين أمام الكم الكبير للمعلومات والقيم والعمليات السيكو-عقلية المتنوعة والمختلفة. هل تم التفكير في الإشكالية الحقيقية لتدبير الزمن في الأقسام المتعددة المستويات، التي بدأت تتضاعف مؤخرا،حيث تصبح الحصة الزمنية المقررة مجرد نصف حصة لكل مستوى؟ ونفس الأمر بالنسبة للأقسام التي تعرف اكتظاظا متزايديا. هل يتم بالفعل مراعاة زمن التعلم وزمن التعليم والمتغيرات الديداكتيكية الجديدة التي تتطلبها بيداغوجيا الكفايات، والبيداغوجيا الفارقية، والبيداغوجيا التفريدية...وغيرها من المقاربات البيداغوجية المتمركزة حول المتعلم والكفايات ، خصوصا ونحن نعلم بأن متعلمنا المغربي في التعليم العمومي يعاني في أغلبه من الفشل الدراسي ، وتراجع المستوى الدراسي ، بالإضافة إلى العوائق المرتبطة بالتجهيزات الديداكتيكية الحديثة للمدرسة ، وبالمعوقات السوسيو-اقتصادية لمحيط المدرسة؛ هل يراعى هذا وغيره،عند هندسة وتخطيط الزمن البيداغوجي؟ *زمن التعليم وزمن الاقتصاد: كثيرا ما طالبت بعض النقابات التعليمية بتخفيض ساعات عمل المدرسين، وخصوص في الابتدائي، وفي الأغلب لاعتبارات بيداغوجية، على اعتبار أن التعليم هو عمل جسدي وعقلي-عصبي بالدرجة الأولى ،وبعض الدراسات العلمية أثبتت بأن العمل العقلي-العصبي أكثر إرهاقا وإنهاكا من العمل الجسدي. وهنا نطح سؤالا ظل مغيبا لعقود: لماذا هناك اختلاف وتفاوت في ساعات عمل مدرسي مختلف الأسلاك التعليمية؟ ما هي المعايير والأسس المعتمدة في ّذلك؟ هل هي بيداغوجية؟ هل لها علاقة بعدد المتعلمين والحجرات الدراسية؟ هل لها علاقة بالشواهد التعليمية والمهنية...؟؟! أم لها علاقة فقط بالتدبير المالي للمناصب المالية والميزانية العامة المخصصة للتعليم؟ حيث هناك علاقة دالة بين عدد ساعات العمل وعدد المدرسين والغلاف المالي لتدبير التعليم والمناصب. هل من الإنصاف البيداغوجي والاجتماعي أن يعمل مدرسو التعليم الابتدائي وحدهم، دون غيرهم من مدرسي باقي الأسلاك التعليمية، حوالي 29ساعة في الأسبوع؟ ومن المعروف أن التعليم الابتدائي أكثر إنهاكا وأكثرأهمية لما له من وظائف بنائية أساسية تؤثر على فعالية وجودة الأسالاك التعليمية اللاحقة.إنه يجب إعادة النظر في عدد ساعات عمل المدرسين وفق خصوصية مهنة التعليم، وضمانا للفعالية والإنصاف. إن صناعة مستقبل ونهضة أمة لا يتم انطلاقا من حسابات مالية وتقنية ضيقة لتحقيق التوازنات الماكر واقتصادية وذلك على حساب قطاع مجتمعي حيوي واستراتيجي كالتعليم. هناك مجالات أخرى يتم فيها هدر ونهب الأموال العامة هباء، ووجب إعمال سياسة الترشيد والتقشف أو المراقبة والعقلنة فيها، وقد تكون لوحدها كفيلة بتحقيق فائض ماكرواقتصادي وليس التوازن فقط. في الأخير، نشير إلى أن الزمن البيداغوجي لنظام التربية والتكوين، لا زال زمنا ماقبل-علميا، يهيمن عليه الزمن التدبيري التقني ذو الأهداف الاقتصادية التقشفية أوالتجارية(عدد الكتب المدرسية...)، والزمن الإيديولوجي السلبي.إننا في حاجة إلى إعمال العلم والمصلحة العليا للوطن، لتحديد زمن بيداغوجي حقيقي وموضوعي يراعي الخصوصيات البيداغوجية، أوالسيكواجتماعية، للمنهاج التعليمي وللمتعلمين، ولمحيط المدرسة، وللمدرسين، ولمتطلبات التنمية البشرية الحقيقية، ولنهضة وتقدم البلاد عامة./.

الأربعاء، 17 يونيو 2015

رمضان شهر التعبئة الإيمانية



رمضان شهر التعبئة الإيمانية
مراد جدي (داعية  وكاتب إسلامي)
بسم الله رب العالمين والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛
أما بعد:
ما إن ينتهي شهر رمضان العظيم إلا ويبدأ المخزون الإيماني بالتناقص تدريجيا، حتى لا يكاد يصل رمضان المقبل وإلا ويكون حالنا قد أوشك على استنفاذ ذلك المخزون أو قد نفذ فعلا، كل على حسب درجة تعبئته من الطاعات والخيرات في هذا الموسم، فالبعض تتلاشى طاقته الإيمانية مباشرة يوم العيد، بينما تستمر لدى آخرين مددا معينة تتفاوت حسب درجات الإنسان من الطاعة، إذ يقوم البعض بتجديده خلال مواسم السنة بأنواع الخيرات والطاعات، وآخرون لا يردون بالا لذلك. ومن رحمة الله تعالى بنا أن وظف علينا وظائف في كل ليلة ويوم وشهر وحسب كل وقت، منها المفروضة والمسنونة والمندوبة، وجعل بعضها أفضل من بعض في الثواب، والأوقات الفاضلة هي مواسم الخير التي يغتنمها السعداء بأنواع القربات إلى ربهم ويحرم منها الأشقياء. وشهر رمضان من أعظم هذه المواسم فجزائه بغير حصر ولا عدد كما ورد في الحديث القدسي المروي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن ربه عز وجل ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)).
فالله تعالى شرف رمضان بمضاعفة الطاعات وأنواع الخيرات، وهيأ كل جوا مناسبا يعين الإنسان على التدين وزيادة الإيمان لمن أراد، لكن ما يلاحظ على بعض الناس أنهم يفسدون فضيلة وكرامة هذا الشهر بعادات وسلوكات تؤدي إلى نقصان أجورهم وإتلاف أعمالهم، لذا في هذا المقال سأتوجه إلى نفسي أولا، وإلى إخواني وأخواتي أن نستغل كرم الله علينا في هذا الشهر ونأتي فيه من الأعمال ما يعيننا على مواصلة طريق الإيمان والطاعة طوال السنة، إن لم يكن آخر عهدنا بالدنيا هذا الشهر فلا ندري هل نصومه العام المقبل أم لا، وسأنبه على بعض عوائق مفسدة للتدين وحلاوة الطاعة في هذا الشهر، وسأختم بذكر بعض الطرق الأمثل في التعامل مع هذا الشهر واستغلاله أحسن استغلال لما نرجوه من القبول والجزاء عند الله الكريم الوهاب.
1-           معينات التدين في رمضان
التوفيق الرباني على الطاعة وتجنب المعصية: حينما يدخل شهر رمضان يهيئ الله تعالى لنا من الأسباب المعينة على صيامه وقيامه كل وسائل التوفيق؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ , وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ , وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "وفي حديث آخر رواه الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ". 
الانسجام مع النظام الكوني المتعبد لله: جعل الله نظام الكون والحياة قائما على دروات متجددة متكررة، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان: 62)، وكما أن جميع المخلوقات تحتاج إلى فترة راحة وهدوء وتجديد لكيانها، فإن الإنسان أحوج إلى فترة روحية ولحظة عودة صادقة إلى ذاته لإصلاح نفسه وكيانه، وذلك على المستوى الفردي والجماعي. ورمضان فرصة لتعبئة القوى النفسية والاجتماعية والخلقية والروحية لمواصلة مسيرة الحياة والتاريخ، إذ بالصيام تقل نوازع الشهوة والعدوان في الإنسان وتنزع إلى الارتقاء بالروح وحب الخير للناس، وتعيش لحظات الصبر والتضحية والتحرر والقوة النفسية.
الترويض والإقبال النفسي: رمضان فرصة لتقوية الجسم والنفس؛ فهو من جهة صحة للجسد يقيها من آفات الغلو في الطعام، ومن جهة أخرى يعطي للمسلم ثلاث قوى معنوية لها الأثر الكبير في صحته النفسية ومواجهة تحديات الحياة الدنيا. فهو يعلمنا الصبر: الصبر على الجوع والعطش والملذات، الصبر على الحرمان، وبالصبر نقدر على مواجهة كل الصعوبات والمصائب التي تهددنا في الحياة من فقر وأزمات اقتصادية وسياسية ونفسية، ونتجاوزها ونفوسنا سليمة راضية بقضاء الله وقدره، إذ قال   رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَان، وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ". والطاعة والاستسلام لله تعالى وهما جوهر الدين وأساسه، فنمتنع عن الطعام والشراب والملذات والعادات امتثالا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن طواعية واختيار، في حال المنشط والمكره، وبذلك يكون الصيام أخلص عبادة لله لا رياء فيه ولا سمعة. وأيضا النظام، فالمسلم في رمضان يأكل بنظام وينام بنظام ويستيقظ بنظام، فالمجتمع كله يعيش أروع تجليات النظام، لذلك كان رمضان من أهم وسائل تربية الأمة على النظام في حياتها.
الجو الروحي في رمضان: في رمضان يسود جو من الحرارة الإيمانية فترى إقبال الناس بهمة على الطاعات وفعل الخيرات؛ وما ذلك إلا أثر من آثار المدد الرباني الذي يغشى الناس في هذا الشهر؛ فقد ورد في الحديث النبوي الشريف:  "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل مردة الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم". 
الشيوع الاجتماعي للطاعة: في هذا الشهر، خاصة بالنسبة للمغاربة، يولونه أهمية كبرى ويعتنون به غاية الاعتناء من جميع النواحي، لذلك ترى الكثير من المنكرات تقل ومقدار الطاعات تزداد، فيكون الجو العام مساعدا للإنسان على الانخراط في هذا الإقبال الكبير على الله، فتغص المساجد بالمصلين حتى لا تكاد تجد لك مكانا، وتكثر الصدقات، وتلاوة القرآن ومجالس العلم والذكر، وتنتظم أوجه حياة الناس في الطاعة، وهذا عكس ما هو موجود في بقية الأشهر.
وجود الوقت الكافي: نتيجة التخفيف من أعباء الوجبات اليومية والعادات المتكررة وبركة الله في الوقت، يجد الإنسان في رمضان الوقت اللازم لإنجاز أشغاله الدنيوية والإتيان بالطاعات، وأهم شيء نفتقده في تسارع وتيرة الحياة المعاصرة هو الوقت لكثرة الانشغالات وأحيانا في التوافه، لكن رمضان فرصة نادرة للاشتغال بالله وحده وترك ما سواه، والوقت رأسمال  الإنسان؛ فمن وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يا أَبَا ذَرٍّ : اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ :شَبَابَكَ : قَبْلَ هَرَمِكَ .وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ .وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ .وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ .وَ حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ" .
تحسن أخلاق الناس نسبيا: في رمضان ترى أن الفوارق الاجتماعية قد زالت، ويسعى الأغنياء للتقرب من الفقراء والإحسان إليهم فتخف كثير من الأحقاد وظواهر الحسد والبغضاء. وتنتشر مشاعر التواضع والحب والتعاطف، فالصيام تربية عملية على المساواة والإخاء والحرية. إذ روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَة".
2-           عوائق إفساد التعبد في رمضان
النوم الكثير: يستغرق الكثير من الناس نهار رمضان في النوم، وفي ذلك تضييع لفرص كثيرة من الأجر والثواب، فالصيام هدفه الإحساس بالحرمان وما يثيره من قوة الصبر والإخلاص والاستسلام لأوامر الله، أما النوم فيضيع هذه الغاية وتفوت الإنسان الصلوات في وقتها، والصلاة قبل الصيام في أركان الإسلام، كما أن أجرها مضاعف في رمضان. فعن أبي جعفر قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله الناس في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله عز وجل كان كمن أدى سبعين فريضة من فرائض الله فيما سواه من الشهور).
السهر: يلجأ كثير من الناس إلى السهر طول الليل حتى إذا حل الفجر ناموا عن صلاته ولما يأتوا بجلسة الشروق؛ وفي ذلك تضييع لأجر كبير، فصلاة الفجر من أعظم الصلوات عند الله تعالى؛ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } (الإسراء: 78)، وعن  النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح". وفي فضل جلسة الشروق ورد  حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ".
وسائل الإعلام والتواصل: أصحبت هذه الوسائل من أكثر مفاتن العصر التي تشغلنا عن ذكر الله والطاعات، فوجب علينا ترشيد الوقت، ونستغل هذه الوسائل فيما يرضي الله ورسوله، قد يكون للإنسان حاجة تعليمية أو تدريبية أو تواصلية مهمة بها فلا حرج عليه، وقد يستفيد منها في التعلم ومتابعة الدروس والدعوة إلى الله فلا بأس من ذلك، أما الجلوس عليها طول الوقت في التوافه (الشات وغيره مما لا فائدة فيه) فلا يعود على الإنسان إلا بالخسارة، ففي حديث نبوي شريف: "رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ".
الطعام والشراب: بعض الناس يجعل من مائدة الإفطار فرصة لتعويض ما فاته من الطعام نهارا، فيقبل على أنواع المأكولات والمشروبات بنهم، وفي ذلك ضرر لصحة الجسم، وتثقيل على العبادات خاصة صلاة التراويح، فليأكل الإنسان بروية وهدوء فقد ورد في الحديث النبوي: (( المسلم يأكل في مِعَاً واحد والكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء )).
القمار: تنشر في رمضان بعض العادات السيئة مثل لعب أنواع من القمار في الليل (الكرتون، ظاما، العيطة وغيرها)، فترى البعض لا يحضر صلاة العشاء أو لا يكمل التراويح تلهيا بهذه اللعب، فيفوته خير كثير، وللأسف تستغل المقاهي فضيلة هذا الشهر للترويج لهذا النوع من الألعاب والتربح من وراء ظهور المغفلين ممن يخسرون أموالهم وأوقات طاعتهم لله في أشياء لا فائدة منها. فضلا على أن القمار بأنواعه محرم بنصوص صريحة: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (المائدة: 90)
شياطين الإنس: رغم أن شياطين الجن تسلسل إلا أنها توكل عليها في هذا الشهر إخوانها من شياطين الإنس ممن يفسدون في الأرض ولا يصلحون، من أهل الفسق والبغي الذين يسعون إلى نشر المنكر وسط المسلمين وخاصة القنوات التلفزية بأنواعها الأرضية والفضائية، وما يعرض فيها من برامج تحض على الخلاعة والعري والقيم الدوابية الهابطة، فليحذر المسلمون هؤلاء أن يسرقوا منهم تعبهم في رمضان، قال تعالى عن أمثال هؤلاء: {ولا تطيعوا أمر المسرفين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون} (الشعراء: 151 – 152).
سرعة الانفعال والغضب: مما يلاحظ في رمضان انتشار مشاعر الغضب وسرعة الانفعال لدى بعض الناس بحدة خاصة من المدخنين ومدمني المخدرات؛ فتكثر المشادات والصراعات، وتسمع أنواع السباب والفحش غير المعهودة، بل قد يتطور الأمر إلى جرائم خطيرة مثل الضرب والجرح والقتل، في إطار ما يصطلح عليه شعبيا "الترمضينة". لكن هذا مخالف لغايات الصيام التي تحث على ضبط النفس وكتم الغيط والتخلق بالعفو والسماحة، روى الإمام البخاريُّ –رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحه" (1894) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؛ مَرَّتَيْنِ»، وفي روايةٍ (1904): «فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ».
3-           الطرق والوسائل الأمثل لاستغلال رمضان
التدرج في الطاعة: بعض الناس تأخذهم الحماسة في بداية رمضان فيبدؤون بطاعات كثيرة، وقد لا يستمرون في ذلك إلا أياما معدودة، خاصة لمن لم يتعود على الطاعة في الأشهر السابقة، لذا كان من اللازم التهيؤ لرمضان من رجب وشعبان، أما من لم يفعل ذلك فعليه أن يأخذ نفسه بالتدريج ولا يتنطع في العبادة حتى لا يمل، وينوع في أنواع العبادة، ورد في الحديث الصحيح قولـه صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بما تطيقون، فو الله؛ لا يمل اللهُ حتى تملوا))، وفي رواية لمسلم ((فو الله؛ لا يسأم الله حتى تسأموا)).
العزلة والاعتكاف: يفضل في هذ الشهر الكريم العزلة مع النفس والاعتكاف عليها خاصة في بيوت الله وتجنب مخالطة الناس في مجالسهم الدنيوية، هربا من غفلة العالم وضجيج الدنيا، ولا يعني هذا قطع أواصر الاجتماع والتواصل فهو غاية الإسلام وهدفه الأسمى، لكن الوقوف للمحاسبة والتأمل والتفكر من أفضل القربات ولها نتائج تربوية فعالة على النفس، إذ تجعل المسلم متميزا في سلوكه وأخلاقه عن وسط المجتمع المنحرف قادرا على التأثير فيه بدل التأثر فيه، لذلك استحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: "نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ بَيْتُهُ، يَكُفُّ فَيهِ نَفْسَهُ، وَبَصَرَهُ، وَفَرْجَهُ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَجَالِسَ فِي السُّوقِ، فَإِنَّهَا تُلْغِي، وَتُلْهِي".
تجنب الاستغراق في الماديات: يشغل الناس وقتهم، خاصة من النساء، في التجول بالأسواق واشتهاء أنواع المعروضات والتفكير في الوصفات وتحضير الكثير من الوجبات، وهذا لا يترك لهم الوقت للطاعات فيفوتهم الخير العميم، ويكون رمضان مجرد عادة ومناسبة فقط، لا يعود عليهم بغير المصاريف الزائدة التي يئنون من وطئتها. بينما رمضان على العكس من ذلك موسم طاعة وعبادة لله جز وجل، قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185). 
تنظيم الوقت: من أهم الأشياء وضع برنامج مبسط للطاعات توضع فيه الخطوط العريضة مثل الصلوات المفروضة والعبادات المثبتة يوميا، ومحاسبة النفس على تقصيرها وتعويض ما فاتها بالزيادة في الطاعة.
الابتعاد عن أصدقاء السوء: قال الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ: "مَنْ خَالَطَ النَّاسَ لَا يَنْجُ مِنْ إِحْدَى اثْنَتَيْنِ، إِمَّا أَنْ يَخُوضَ مَعَهُمْ إِذَا خَاضُوا فِي الْبَاطِلِ، أَوْ يَسْكُتَ إِنْ رَأَى مُنْكَرًا، وَيَسْمَعَ مِنْ جَلِيسِهِ شَيْئًا فَيَأْثَمَ فِيهِ".
استغلال الليل وما بعد الفجر: قيام الليل من أفضل القربات في رمضان، قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
مقاطعة وسائل الإعلام الفاسدة: وقد بينا ما من متابعة برامجها والاشتغال بترهاتها من مفاسد في الدين ومن تعطيل عن أولويات الحياة من العلم والمعرفة والكسب والتكوين وغيرها. قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (النساء: 27).
الاشتغال بالدعوة إلى الله: من تقديم النصائح بالتي هي أحسن وتوزيع المطويات والكتب والأشرطة وغيرها، وحث الناس على الطاعات وتوجيه الأهل والأبناء إليها، من الوسائل المثلى لتعزيز قوة الصيام وأهدافه. ففي الحديث النبوي: " قال صلى الله عليه وسلم لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم".
الحرص على التعلم والتعليم: خاصة تعلم القرآن وحفظ آيات منه، وتعلم أحكام الدين من الصيام وغيرها، وحضور مجالس العلم للاستماع والنقاش والاستفادة والإفادة وغيرها.
العمل الخيري والتطوعي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، لذا على كل مسلم سواء توفر لديه القليل أو الكثير أن يقدم على عمل الخير والبر ومساعدة الناس ولو بالكلمة الطيبة، قال النبي عليه الصلاة والسلام يقول : "اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة فمَن لم يجِدْ شِقّ تَمرَة فبكَلِمةٍ طيّبَة".
عدم ترك الأشغال والأعمال بحجة الصيام: فرمضان ليس شهر الكسل وتعطيل الإنتاج، بل على العكس شهر العمل والجهاد، حيث حقق المسلمون الانتصارات العظمى والإنجازات الباهرة، فلا حجة لأحد لذلك، خاصة إذا كان العمل شريفا غايته الكسب الحلال.
تجنب أوكار الغفلة (المقاهي، الحدائق ...): وهذه فيها من المنكرات الشيء الكثير مما يخدش صيام المسلم ويعرضه للآفات (النظر المحرم، السباب، سماع الأغاني والفحش ...).
أخذ النفس حقها من الراحة والترفيه: لا بد للنفس من ترويح طيب مفيد مثل الرياضة البدنية أو التجول في الطبيعة للتأمل، وغيرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَصَلِّ وَآتِ أَهْلَكَ ، وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ".
هذا وإن الصيام تربية روحية للنفس الفردية والجماعية تتعلم بها الترفع عن شهواتها، والانطلاق في فعل الخير والتجرد عن حياة البهائم، لتسعد في الدنيا والآخرة. تقبل الله صيام جميع المسلمين بمزيد من الأجر والثواب.

الأربعاء، 20 مايو 2015

"غوغل" يُحوّل النصوص الورقية إلى نصوص رقمية

"غوغل" يُحوّل النصوص الورقية إلى نصوص رقمية

العربي الجديد
19 مايو 2015


على الرغم من احتواء شبكة الإنترنت حالياً على عدد هائل من المعلومات، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، إلا أنه يبقى جزء مهم من المعلومات غير رقمي ومتاحاً فقط في نسخ ورقية، وبالتالي لا يمكن الوصول إليه عن طريق شبكة الإنترنت لعدم إمكانية البحث عن الكلمة المكتوبة. 

ويكمن الحل الأمثل لهذه المشكلة في المسح الضوئي لتلك الوثائق، إلا أن هذه الطريقة لا تسهّل هي الأخرى الوصول إلى محتويات الوثائق عند إجراء بحث على محرك البحث، نظراً لحفظها بصيغة صورة. 

جاءت "غوغل" بحل ناجع لهذه المشكلة، بحيث أصبح بإمكان مستخدمي خدمة التخزين السحابي "غوغلدرايف" الاستفادة من ميزة "التعرف البصري" على الحروف، والتي كانت في وقت سابق تدعم اللغة الإنجليزية فقط.
وبفضل التحديث الجديد الذي قامت به "غوغل"، أصبحت هذه الخاصية تدعم أكثر من 200 لغة، بما فيها اللغة العربية، ليصبح حالياً، من السهل تحويل النصوص المكتوبة على الورق إلى نصوص رقمية، والتعديل عليها من طرف المستخدم بعد أن يتم مسحها ضوئياً.

الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية في موضوع: "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية"

الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية في موضوع: "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية"
-    هل نعيش عصر عودة الدين؟
ثمة دعوات كثيرة نادت بنهاية عصور الأديان كما نادى بذلك الآباء الروحيون لمقولة سيادة العلمانية من بعض المنظرين الأمريكيين أمثال "بيتر بيرجر" و"هارفي كوكس"، وقد دعمت هذه التوجهات رأيها بمقولات حول الدين تعتبره "مستقبل وهم" (فرويد) و"زفرة المعذبين" (الماركسية). في مقابل ذلك هنالك من دعا إلى التمكين لعودة الديني إلى المجتمع؛ معتبرا أن العالم مازال متدينا، (التيار المضاد للعلمنة، أو دعاة العودة إلى سحر العالم)، وضمن هذا الاطار تقر الباحثة المتخصصة في تحليل الظاهرة الكاثوليكية "دانيال لوجيه" بأن (المجتمعات التي تمت علمنتها تستطيع أن تنتج منتجات دينية تتوافق مع الحداثة العلمانية)، في حين يذهب "باتريك ميشيل" مسوغا عودة الديني إلى مسرح الحياة بما تشهده عوالمنا من انهيار الإيديولوجيات ونهاية السرديات الكبرى للعالم، وما نجم عنها من أزمات في الهوية، أدت إلى لجوء الناس للمورد الرمزي المخزن عندها، وهو الدين.
ولعل الفيلسوف الفرنسي رجيس دوبري من المُعارضين البارزين لأطروحة الخروج من الدّين أو من المقدّس بصفة أعم -بوصفهما ظاهرتا اعتقاد جماعي- وقد تركّزت معارضته بالخصـوص على أطروحـة "تحرّر العالم من سحر الأديان" لمارسيل غوشيه.
فإذا كان هذا الأخير يمحور الفكر والدين معا حول "الأنا أفكر"، فإنّ رجيس دوبري يقلب الوضع تماما ويحدث ثورة على الثورة بإعلانه: «نحن لا نفكر، فنحن إذن موجودون»! ويقصد بذلك أننا موجودون - في صيغة النّحن- بفضل أننا لا نفكر، أو أننا موجودون حيث لا نفكر وبقدر ما لا نفكر، وإنما بقدر ما نرث من طقوس ومعان ورموز... يعلق دوبري بأنه كي يعيش الناس معا – بما في ذلك في المجتمعات العلمانية – يجب أن يكون لهم أمر مشترك بينهم أكبر منهم جميعا: إله أو وطن أو مثال أعلى أو يوم احتفال أسطوري أو حائط أو جبل أو مغارة. كما يؤكّد بأنه حتى في صورة طرد الدين من المجال العمومي، فإن المقدّس سيعاود الظهور هنا وهناك بصفة تلقائية ليعوّض عن نقص المعنى الحاصل بغياب الدين عن الضمير.
لهذا، وحسب الأنثربولوجي الأمريكي كليفورد غيرتز، قد تحتاج العلوم الاجتماعية إلى اليوم أن تصوغ تصورا جديدا للدين وأدواره في المجتمع، وفي ارتباطه بالمؤسسات التقليدية وبنيات الوعي الجمعي العميقة، وتسمح حسب عبارة الباحث المغربي محمد الصغير جنجار بنفوذ مقاربة الديناميات الدينية في زمن العولمة.
-    ماذا عن بلدان منطقتنا المغاربية؟
في خضم الظروف العصيبة التي تمر منها المنطقة المغاربية، والتي ستحدث انتقالات كبرى، وانقلابات اجتماعية وسياسية وثقافية، مما جعلنا نعيش حالة فوضى، وهذا واقع يصدق على بعض البلدان العربية الإسلامية التي شهدت سقوط أنظمتها السياسية. لكن هذه الفوضى يمكن اعتبارها حتمية تاريخية وقد شهدتها من قبل بلدان غربية كثيرة، انتقلت بعدها من حكم الأنظمة الاستبدادية القديمة إلى الديمقراطيات الحديثة. لهذا فلا شك أن هذه الظرفية رغم شحوبها الظاهر قد تفتح إمكانات تفكير جديدة للأجيال الصاعدة.
في هذا السياق المضطرب، بعد ربيع الثورات الديمقراطية وانتفاضاته، تزاحمت الساحة السياسية بآراء واتجاهات وخطوط نظر وتوقع متضاربة حول المسألة الدينية؛ حيث رأى البعض في نقد التراث والموروث الديني نقدا جذريا مخرجا من الأزمة، أما البعض الآخر –فعلى النقيض من ذلك- دعا إلى التحرر بالتراث، وظهرت دعوة ثالثة وهي حديثة نسبيا تؤكد على قيمة المؤسسة الدينية التقليدية بجميع أصولها المذهبية والعقدية والسياسية، وفي هذا الإطار نادى الباحث اللبناني رضوان السيد بإرجاع التقليد الإسلامي وتمكينه لتجاوز نسختي الإسلام الجهادي العنيف والحركي المسيس.
ومن هذه المنطلقات كلها، ارتأينا أن يكون هذا الملتقى حول "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية" فرصة للبحث والنقاش الأصيل، لا تهدف إلى إيجاد تسويغ لاستبعاد الدين من الفضاء العمومي، ولا إلى الاعتراف به فاعلا مركزيا في الاجتماع والسياسة. لكن ما يعنينا كباحثين هو فهم ما يقع في مجتمعاتنا، بمعالجة أقرب من الموضوعية دون أن تدعيها، ولفهم مظاهر حضور وتمثل الرصيد الديني في مجتمعاتنا، والأسباب التي تفسر توظيفه من قبل الجماعات الدينية المتطرفة، وجماعات الإسلام السياسي، ومن المؤسسات التقليدية الرسمية. ولا يوجه مطمحنا المعرفي هذا غير المناهج المعتمدة لمقاربة هذا الموضوع وخلاصات العلوم الإنسانية، وبنيات المعرفة المعاصرة.
- أسئلة للتأمل
- في مجتمعات يتبوأ فيها الدين مكانة كبيرة كما هو الحال في المجتمعات العربية والمغاربية، أيهما أجدى للحفاظ على السلم الأهلي دون التضحية بالحريات الدينية: أن تشرف الدولة أم المجتمع على المسألة الدينية؟ هل يمكن إيجاد توليفة دستورية أو مؤسساتية تجمع بين هاتين الصيغتين معا؟
- بماذا يمكن أن نفسر هذا الاستقطاب اللافت للنظر للشباب من قبل نمط التدين السلفي المتشدد بمختلف مرجعياته وغاياته؟ وكيف نفسر عزوف هذه الفئة عن أنماط التدين الإصلاحية والتجديدية كالتي نادى بها رواد الإصلاح والنهضة منذ قرن مضى أو كالتي تدعو إليها بعض النخب المستنيرة في الوقت الحاضر وارتمائها بدل ذلك في حضن التشدد الديني؟
- هل سيشهد مستقبل مجتمعاتنا المغاربية توليفة بين الروح الدينية والروح الوطنية وروح الطموح الفردي لتكون هندسة ثقافية تشترك في صياغتها الدولة والمجتمع المدني والأفراد؟ وهل ستخرج المسألة الدينية من طرحها وحضورها "اللاهوتي الغيبوي" لتكون شأنا اجتماعيا وثقافيا؟ وهل ستحدث قطيعة مع الأرثودكسية الدينية لفائدة إصلاحية إسلامية تقوم على تطوير تقليد الاعتزال في الثقافة الإسلامية ضمن أفق كلامي جديد؟
- ما تأثير التشدد الديني العنيف والجهادي الملتبس بمسارات التحول في البلدان المغاربية؟ وما تأثيره على بلورة نسخة جديدة متنورة وعقلانية من الإسلام؟ وما تأثير هذا التشدد الديني العنيف على تقبل الآخر (الغربي بالخصوص) لإنجاز الإنسان المسلم في ميادين التحرر من الاستبداد باعتباره مطلبا تاريخيا وضروريا لا مرحلة عابرة يدفنها بروز ظاهرة التدين المتطرف والعنيف؟
o    محاور الملتقى
    تأثير الدين في المجال العام المغاربي
    المؤسسة الدينية في الدولة المغاربية حدود التأثير والتأثر
    المسألة الدينية في المؤسسات الحزبية المغاربية
    المسألة الدينية والانتقال الديمقراطي في البلدان المغاربية
    تعددية الخطاب الديني: ممارسة ديمقراطية أم فوضى روحية وقيمية ؟
    السياقات الثقافية وأنماط التدين في البلدان المغاربية
    الدين في الوثيقة الدستورية للدول المغاربية
    دور الفاعليين الدينيين في التحول الديمقراطي : خبرات وتجارب.
للباحثين الراغبين في المشاركة في الملتقى الثاني للباحثين الشباب تعبئة الاستمارة، وإرفاقها بسيرة ذاتية و ملخص للبحث في حدود 250 كلمة، يتضمن خطة البحث وفرضياته وإشكالياته الأساسية ومنهج الاشتغال. ترسل استمارات المشاركة و ملخصات البحوث إلى البريد الإلكتروني التالي:
  afkaarcenter@gmail.com
-    آخر موعد لاستقبال استمارة المشاركة وملخصات البحوث هو قبل 15 يونيو2015 .
-    يتم اشعار أصحاب الملخصات المقبولة في موعد أقصاه 1 يوليوز2015 .
-    آخر موعد لاستقبال البحوث كاملة هو 15 شتنبر2015.
-    ترسل قرارات القبول والدعوات في 30 شتنبر2015.
ملحوظة :
تتكفل الجهة الداعمة مؤسسة هانس سايدل بتغطية نفقات الاقامة والضيافة للباحثين المشاركين من داخل المغرب وخارجه كما تؤمن تذاكر التنقل بالنسبة للباحثين المشاركين من خارج المغرب.
للاتصال والاعلام :
لجميع اتصالاتكم واستفساراتكم اتصلوا بنا على البريد الالكتروني أعلاه.
استمارة المشاركة
الاسم الكامل:.............................................................................................
الهاتف:....................................................................................................
العنوان الإلكتروني:.....................................................................................
الدرجة العلمية:..........................................................................................
محور المشاركة:........................................................................................
عنوان العرض:..........................................................................................
ملخص العرض
........................................................................................................