الأربعاء، 20 مايو 2015

"غوغل" يُحوّل النصوص الورقية إلى نصوص رقمية

"غوغل" يُحوّل النصوص الورقية إلى نصوص رقمية

العربي الجديد
19 مايو 2015


على الرغم من احتواء شبكة الإنترنت حالياً على عدد هائل من المعلومات، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، إلا أنه يبقى جزء مهم من المعلومات غير رقمي ومتاحاً فقط في نسخ ورقية، وبالتالي لا يمكن الوصول إليه عن طريق شبكة الإنترنت لعدم إمكانية البحث عن الكلمة المكتوبة. 

ويكمن الحل الأمثل لهذه المشكلة في المسح الضوئي لتلك الوثائق، إلا أن هذه الطريقة لا تسهّل هي الأخرى الوصول إلى محتويات الوثائق عند إجراء بحث على محرك البحث، نظراً لحفظها بصيغة صورة. 

جاءت "غوغل" بحل ناجع لهذه المشكلة، بحيث أصبح بإمكان مستخدمي خدمة التخزين السحابي "غوغلدرايف" الاستفادة من ميزة "التعرف البصري" على الحروف، والتي كانت في وقت سابق تدعم اللغة الإنجليزية فقط.
وبفضل التحديث الجديد الذي قامت به "غوغل"، أصبحت هذه الخاصية تدعم أكثر من 200 لغة، بما فيها اللغة العربية، ليصبح حالياً، من السهل تحويل النصوص المكتوبة على الورق إلى نصوص رقمية، والتعديل عليها من طرف المستخدم بعد أن يتم مسحها ضوئياً.

الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية في موضوع: "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية"

الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية في موضوع: "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية"
-    هل نعيش عصر عودة الدين؟
ثمة دعوات كثيرة نادت بنهاية عصور الأديان كما نادى بذلك الآباء الروحيون لمقولة سيادة العلمانية من بعض المنظرين الأمريكيين أمثال "بيتر بيرجر" و"هارفي كوكس"، وقد دعمت هذه التوجهات رأيها بمقولات حول الدين تعتبره "مستقبل وهم" (فرويد) و"زفرة المعذبين" (الماركسية). في مقابل ذلك هنالك من دعا إلى التمكين لعودة الديني إلى المجتمع؛ معتبرا أن العالم مازال متدينا، (التيار المضاد للعلمنة، أو دعاة العودة إلى سحر العالم)، وضمن هذا الاطار تقر الباحثة المتخصصة في تحليل الظاهرة الكاثوليكية "دانيال لوجيه" بأن (المجتمعات التي تمت علمنتها تستطيع أن تنتج منتجات دينية تتوافق مع الحداثة العلمانية)، في حين يذهب "باتريك ميشيل" مسوغا عودة الديني إلى مسرح الحياة بما تشهده عوالمنا من انهيار الإيديولوجيات ونهاية السرديات الكبرى للعالم، وما نجم عنها من أزمات في الهوية، أدت إلى لجوء الناس للمورد الرمزي المخزن عندها، وهو الدين.
ولعل الفيلسوف الفرنسي رجيس دوبري من المُعارضين البارزين لأطروحة الخروج من الدّين أو من المقدّس بصفة أعم -بوصفهما ظاهرتا اعتقاد جماعي- وقد تركّزت معارضته بالخصـوص على أطروحـة "تحرّر العالم من سحر الأديان" لمارسيل غوشيه.
فإذا كان هذا الأخير يمحور الفكر والدين معا حول "الأنا أفكر"، فإنّ رجيس دوبري يقلب الوضع تماما ويحدث ثورة على الثورة بإعلانه: «نحن لا نفكر، فنحن إذن موجودون»! ويقصد بذلك أننا موجودون - في صيغة النّحن- بفضل أننا لا نفكر، أو أننا موجودون حيث لا نفكر وبقدر ما لا نفكر، وإنما بقدر ما نرث من طقوس ومعان ورموز... يعلق دوبري بأنه كي يعيش الناس معا – بما في ذلك في المجتمعات العلمانية – يجب أن يكون لهم أمر مشترك بينهم أكبر منهم جميعا: إله أو وطن أو مثال أعلى أو يوم احتفال أسطوري أو حائط أو جبل أو مغارة. كما يؤكّد بأنه حتى في صورة طرد الدين من المجال العمومي، فإن المقدّس سيعاود الظهور هنا وهناك بصفة تلقائية ليعوّض عن نقص المعنى الحاصل بغياب الدين عن الضمير.
لهذا، وحسب الأنثربولوجي الأمريكي كليفورد غيرتز، قد تحتاج العلوم الاجتماعية إلى اليوم أن تصوغ تصورا جديدا للدين وأدواره في المجتمع، وفي ارتباطه بالمؤسسات التقليدية وبنيات الوعي الجمعي العميقة، وتسمح حسب عبارة الباحث المغربي محمد الصغير جنجار بنفوذ مقاربة الديناميات الدينية في زمن العولمة.
-    ماذا عن بلدان منطقتنا المغاربية؟
في خضم الظروف العصيبة التي تمر منها المنطقة المغاربية، والتي ستحدث انتقالات كبرى، وانقلابات اجتماعية وسياسية وثقافية، مما جعلنا نعيش حالة فوضى، وهذا واقع يصدق على بعض البلدان العربية الإسلامية التي شهدت سقوط أنظمتها السياسية. لكن هذه الفوضى يمكن اعتبارها حتمية تاريخية وقد شهدتها من قبل بلدان غربية كثيرة، انتقلت بعدها من حكم الأنظمة الاستبدادية القديمة إلى الديمقراطيات الحديثة. لهذا فلا شك أن هذه الظرفية رغم شحوبها الظاهر قد تفتح إمكانات تفكير جديدة للأجيال الصاعدة.
في هذا السياق المضطرب، بعد ربيع الثورات الديمقراطية وانتفاضاته، تزاحمت الساحة السياسية بآراء واتجاهات وخطوط نظر وتوقع متضاربة حول المسألة الدينية؛ حيث رأى البعض في نقد التراث والموروث الديني نقدا جذريا مخرجا من الأزمة، أما البعض الآخر –فعلى النقيض من ذلك- دعا إلى التحرر بالتراث، وظهرت دعوة ثالثة وهي حديثة نسبيا تؤكد على قيمة المؤسسة الدينية التقليدية بجميع أصولها المذهبية والعقدية والسياسية، وفي هذا الإطار نادى الباحث اللبناني رضوان السيد بإرجاع التقليد الإسلامي وتمكينه لتجاوز نسختي الإسلام الجهادي العنيف والحركي المسيس.
ومن هذه المنطلقات كلها، ارتأينا أن يكون هذا الملتقى حول "المسألة الدينية ومسارات التحول في الدول المغاربية" فرصة للبحث والنقاش الأصيل، لا تهدف إلى إيجاد تسويغ لاستبعاد الدين من الفضاء العمومي، ولا إلى الاعتراف به فاعلا مركزيا في الاجتماع والسياسة. لكن ما يعنينا كباحثين هو فهم ما يقع في مجتمعاتنا، بمعالجة أقرب من الموضوعية دون أن تدعيها، ولفهم مظاهر حضور وتمثل الرصيد الديني في مجتمعاتنا، والأسباب التي تفسر توظيفه من قبل الجماعات الدينية المتطرفة، وجماعات الإسلام السياسي، ومن المؤسسات التقليدية الرسمية. ولا يوجه مطمحنا المعرفي هذا غير المناهج المعتمدة لمقاربة هذا الموضوع وخلاصات العلوم الإنسانية، وبنيات المعرفة المعاصرة.
- أسئلة للتأمل
- في مجتمعات يتبوأ فيها الدين مكانة كبيرة كما هو الحال في المجتمعات العربية والمغاربية، أيهما أجدى للحفاظ على السلم الأهلي دون التضحية بالحريات الدينية: أن تشرف الدولة أم المجتمع على المسألة الدينية؟ هل يمكن إيجاد توليفة دستورية أو مؤسساتية تجمع بين هاتين الصيغتين معا؟
- بماذا يمكن أن نفسر هذا الاستقطاب اللافت للنظر للشباب من قبل نمط التدين السلفي المتشدد بمختلف مرجعياته وغاياته؟ وكيف نفسر عزوف هذه الفئة عن أنماط التدين الإصلاحية والتجديدية كالتي نادى بها رواد الإصلاح والنهضة منذ قرن مضى أو كالتي تدعو إليها بعض النخب المستنيرة في الوقت الحاضر وارتمائها بدل ذلك في حضن التشدد الديني؟
- هل سيشهد مستقبل مجتمعاتنا المغاربية توليفة بين الروح الدينية والروح الوطنية وروح الطموح الفردي لتكون هندسة ثقافية تشترك في صياغتها الدولة والمجتمع المدني والأفراد؟ وهل ستخرج المسألة الدينية من طرحها وحضورها "اللاهوتي الغيبوي" لتكون شأنا اجتماعيا وثقافيا؟ وهل ستحدث قطيعة مع الأرثودكسية الدينية لفائدة إصلاحية إسلامية تقوم على تطوير تقليد الاعتزال في الثقافة الإسلامية ضمن أفق كلامي جديد؟
- ما تأثير التشدد الديني العنيف والجهادي الملتبس بمسارات التحول في البلدان المغاربية؟ وما تأثيره على بلورة نسخة جديدة متنورة وعقلانية من الإسلام؟ وما تأثير هذا التشدد الديني العنيف على تقبل الآخر (الغربي بالخصوص) لإنجاز الإنسان المسلم في ميادين التحرر من الاستبداد باعتباره مطلبا تاريخيا وضروريا لا مرحلة عابرة يدفنها بروز ظاهرة التدين المتطرف والعنيف؟
o    محاور الملتقى
    تأثير الدين في المجال العام المغاربي
    المؤسسة الدينية في الدولة المغاربية حدود التأثير والتأثر
    المسألة الدينية في المؤسسات الحزبية المغاربية
    المسألة الدينية والانتقال الديمقراطي في البلدان المغاربية
    تعددية الخطاب الديني: ممارسة ديمقراطية أم فوضى روحية وقيمية ؟
    السياقات الثقافية وأنماط التدين في البلدان المغاربية
    الدين في الوثيقة الدستورية للدول المغاربية
    دور الفاعليين الدينيين في التحول الديمقراطي : خبرات وتجارب.
للباحثين الراغبين في المشاركة في الملتقى الثاني للباحثين الشباب تعبئة الاستمارة، وإرفاقها بسيرة ذاتية و ملخص للبحث في حدود 250 كلمة، يتضمن خطة البحث وفرضياته وإشكالياته الأساسية ومنهج الاشتغال. ترسل استمارات المشاركة و ملخصات البحوث إلى البريد الإلكتروني التالي:
  afkaarcenter@gmail.com
-    آخر موعد لاستقبال استمارة المشاركة وملخصات البحوث هو قبل 15 يونيو2015 .
-    يتم اشعار أصحاب الملخصات المقبولة في موعد أقصاه 1 يوليوز2015 .
-    آخر موعد لاستقبال البحوث كاملة هو 15 شتنبر2015.
-    ترسل قرارات القبول والدعوات في 30 شتنبر2015.
ملحوظة :
تتكفل الجهة الداعمة مؤسسة هانس سايدل بتغطية نفقات الاقامة والضيافة للباحثين المشاركين من داخل المغرب وخارجه كما تؤمن تذاكر التنقل بالنسبة للباحثين المشاركين من خارج المغرب.
للاتصال والاعلام :
لجميع اتصالاتكم واستفساراتكم اتصلوا بنا على البريد الالكتروني أعلاه.
استمارة المشاركة
الاسم الكامل:.............................................................................................
الهاتف:....................................................................................................
العنوان الإلكتروني:.....................................................................................
الدرجة العلمية:..........................................................................................
محور المشاركة:........................................................................................
عنوان العرض:..........................................................................................
ملخص العرض
........................................................................................................

الثلاثاء، 19 مايو 2015

تحميل كتاب مناهج تحقيق المخطوطات د. عباس هاني الجراخ

مناهج تحقيق المخطوطات ، د. عباس هاني الجراخ ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ، ط 1 ، 1431 هـ / 2010 م ، 67 صفحة .



رابط مباشر :

http://www.archive.org/download/ncz27/ncz27.pdf

صفحة التحميل :

http://www.archive.org/details/ncz27

رابط آخر :

http://www.pdfshere.com/up/index.php...ewfile&id=4246

المكتبة الآصفية- حيدر آباد (تأسست عام1308هـ)


المكتبة الآصفية- حيدر آباد (تأسست عام1308هـ)
يعود تاريخ تأسيس المكتبة الآصفية إلى عام 1308هـ الموافق 1891 م خلال فترة الدولة النظامية بالهند، تأسست المكتبة على الآلاف من المخطوطات والكتب المطبوعة، بعضها جمع على شكل تبرعات وهدايا وبعضها عن طريق الشراء، وتضم المكتبة أكثر من من 23000 مخطوطة مكتوبة بالحروف العربية واللغات الشرقية التي استعملت الحروف العربية، أما المخطوطات العربية فهي 6337 مخطوطة.
وفي عام 1975م نقلت المكتبة مخطوطاتها إلى مكتبة ومركز بحوث المخطوطات الشرقية وفي شهر إبريل عام 1997م انتقلت المكتبة إلى المبنى الجديد لها في حرم الجامعة العثمانية.
وأهديت للمكتبة مكتبة نواب عماد الملك، و نواب أعظم يار جنك.
ورمز المعهد : اوملري OMLRI .
· فهارس المكتبة :
1. فهرست المكتبة الملوكية بحيدر آباد، وهو فهرس خزانة كتبها المطبوعة والمخطوطة، صدر سنة 1900 م.
2. فهرست ‌كتب ‌عربى‌ فارسى‌ و أردو باكتابخانة آصفية، علي عباس الكاظمي النيسابوري، صدر في 4 مجلدات ، حيدر آباد، سنة 1332-1355 هـ = 1914- 1936 م.
3. فهرست مشروح بعض كتب نفيسة قلمي مخزونةء باكتابخانة ء آصفية، في مجلدين، حيدر آباد، صدر عام 1357 هـ = 1938م ، 1293ص .
**ويمكن الوقوف على بقية الفهارس التي صدرت للمكتبة والدراسات حولها من خلال المراجع المذكورة في الأسفل.
· من نوادر المكتبة :
1. مصحف مذهب ومزخرف مكتوب عام 1264ن، بخط ياقوت المستعصمي، وكان سابقاً بمكابة السلطان محمد قطب في جلكنده.
2. خلاصة البدر المنير، لعلي الأندلسي، وهو في الفقه الشافعي، منسوخة عام 1348م.

· بيانات التواصل والعنوان :
Andhra Pradesh Government Oriental Library and Research Institute
Government of Andhra Pradesh
Osmania University Campus
Behind Police Station, Hyderabad 500 007, India
Phone : 91 40 2709 7709,
Email : director_apoml@rediffmail.com
· مراجع حول المكتبة :
1. دور الهند في نشر التراث العربي ، كتاب العربية رقم(21)، تحرير : حفظ الرحمن الإصلاحي، ص158 .
2. فهارس المخطوطات العربية في العالم، كوركيس عواد، معهد المخطوطات العربية، ج2 ص316 .
3. المخطوطات الإسلامية في العالم، مؤسسة الفرقان، ج4 ص453-457.
4. المخطوطات الإسلامية في الهند بين عوامل الطبيعة وحقد المتطرفي.
http://cutt.us/pHUH
**وأرجو ممن يقف على معلومات أو مراجع أو أبحاث أكثر حول هذه المكتبة بأي لغة كانت أن يرسلها لي مشكوراً على البريد الإلكتروني، بعنوان المكتبة ( ahalalquran@hotmail.com ) **
__________________
أعده : عادل العوضي أبوعمر
Twitter: @adelalawadi
Instagram: adelalawadi

التراث الأثري بالريف و سؤال التنمية



التراث الأثري بالريف و سؤال التنمية:
إن الربط بين التراث الأثري والتنمية يبدو في الوهلة الأولى أمرا صعبا، نظرا لسيادة النظرة الضيقة التي تحيط عادة بكل ما يرتبط بالتراث، دون أن ننسى النظرة المعاكسة التي ترى إلغاء الماضي لصالح الحاضر.
وهكذا ظلت محاولات الاهتمام بالتراث الأثري حبيسة هذه الأفكار وقاصرة عن الفهم المتكامل لمضمون التراث وكيفية التعامل معه[1].
إن المنظور الجديد لدور التراث، لا يقتصر على دور التنقيب. ولكن يرمي أيضا إلى البحث عن سبل إدماجها في الدينامية الاقتصادية لتسهم بفعالية في تحقيق التنمية المنشودة. وهذا يقتضي بلورة سياسة وطنية للتراث، ووضع مخططات لتنميته والمحافظة عليه، وإدماجه في الإستراتيجية الوطنية للتنمية وإعداد التراب الوطني، وتحفيز الاستثمار في ميدان التراث لجعله قطاعا اقتصاديا مربحا، يخدم أجيال اليوم بقدر ما يمكن المحافظة عليه لخدمة الأجيال القادمة.
فمن شأن ربط التراث بالنشاط السياحي، أن يحافظ عليه ويعرف به، ويمكن استغلاله في مشاريع تحرك عجلة التنمية الاقتصادية بالمنطقة[2].
1) المآثر التاريخية ورهان التنمية السياحة:
1.1) التنمية السياحية:
التنمية السياحية هي الارتقاء والتوسع بالخدمات السياحية واحتياجاتها. وتتطلب التنمية السياحية تدخل التخطيط السياحي باعتباره أسلوبا علميا يستهدف تحقيق أكبر معدل ممكن من النمو السياحي بأقل تكلفة ممكنة وفي أقرب وقت مستطاع[3]. وهي أحدث ما ظهر من أنواع التنمية العديدة، وهي بدورها متغلغلة في كل عناصر التنمية المختلفة، وتكاد تكون متطابقة مع التنمية الشاملة، فكل مقومات التنمية الشاملة هي مقومات التنمية السياحية[4] لذلك تعتبر قضية التنمية السياحية عند الكثير من دول العالم، من القضايا المعاصرة، كونها تهدف إلى الإسهام في زيادة الدخل الفردي الحقيقي، وبالتالي تعتبر أحد الروافد الطبيعية والإنسانية والمادية. ومن هنا تكون التنمية السياحية وسيلة للتنمية الاقتصادية. وتستلزم التنمية السياحية عناصر عدة من أهمها: العناصر الطبيعية... وعناصر من صنع الإنسان، كالمنتزهات، والمتاحف والمواقع الأثرية التاريخية[5].
2.1) التنمية السياحية في مواقع التراث الأثري[6]:
لم تعد السياحة تعتمد على الأشكال النمطية المتعارف عليها سابقاً بل أصبحت تتجه إلى أنماط جديدة اختلفت عن تلك التي سادت سابقاً، ففي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات جاء الأفارقة بفكرة أن السياحة يمكن أن تكون مهرباً من الفقر،  وبدءوا ببناء فنادق ضخمة على ساحل كينيا وجنوب أفريقيا، فبدأ السياح بالتدفق على هذه المواقع بحثاً عن سياحة غير اعتيادية من خلال الاستمتاع بأسباب الراحة المنزلية والبحث عما هو جديد في مراقبة الحيوانات وتناول الوجبات الغريبة والصيد.
إن هنالك تحولاً كبيراً في الأنماط السياحية الحالية، فالسياح أصحاب الذوق الأرقى، أصبحوا يبحثون عن تجارب أكثر أصالة، كركوب الخيل في الغابات والاندماج من المجتمعات المحلية في محاولة لفهم هذه المجتمعات والتعرف عليها، كما أصبح البحث عن الأصالة في التعامل، والبحث عن القيم الفضلى من العناصر الجاذبة للسياحة، بالإضافة إلى رغبة السياح في العيش خارج المألوف. فالعيش ضمن مناطق القبائل وتناول وجباتهم والتعرف على أساليب حياتهم أصبحت من النقاط الجاذبة للسياحة.
فالأصالة إذن هي مفتاح السياحة الجديدة. والسياحة الحالية تمر بتغييرات هائلة، فالسائح الآن يبحث عن تجارب جديدة وبتكاليف أقل. وبحلول عام 2020 ستتمكن أكثر الأماكن السياحية شعبية في العالم وهي الصين وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا من أن يكون لها النصيب الأكبر من السياحة. وفي تقرير النمو السنوي المتوقع 1995-2020 لمنظمة السياحة العالمية تشير الأرقام إلى أن السفر عبر القارات سينمو وأن الرحلات الأكثر شعبية ستكون تلك القريبة من الوطن، كما تشير الدراسات إلى أن نسبة السياح ستزداد من دول الصين واليابان.
من هنا لابد للدول النامية التفكير بشكل جدي في التنمية السياحية مع الأخذ بالاعتبار كافة العوامل الجاذبة للسياحة، من حيث الاهتمام بالأصالة وتوفير الخدمات السياحية بأسعار تنافسية، وتوفير كل ما هو جديد، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة المجتمعات المحلية في الصناعة السياحية سواءً في استقبال السياح وتوفير الجو الآمن ومعايشة التجربة السياحية والتفاعل مع السياح أوفي إدارة المواقع السياحية.
كما يساهم التراث الأثري في القيمة المكانية للبيئة التي يتواجد بها من خلال إيجاد بيئة تاريخية تمثل مرحلة من المراحل التاريخية، وتساهم في إضافة عنصر الزمن لعناصر التخطيط الحضري ليولد الإحساس بروح المكان.
فالتراث العمراني من أهم المصادر المادية في النشاطات الإنسانية الاجتماعية والثقافية، وهو مصدر للمعلومات، فهو يعطينا القدرة على استرجاع الفاقد من المعلومات وإيجاد حلول وإجابات للمشاكل الجديدة، وهو المصدر الوحيد للمعلومات عن أناس عاشوا ومارسوا النشاطات في عهود سابقة وذلك من خلال تتبع الحياة الإنسانية والاجتماعية وتطوراتها. والتراث العمراني هو مصدر غير متجدد مما يدعونا إلى الحفاظ على هذه العناصر الثمينة والتأكد من أنها تدار بطريقة تظهر التقدير والاحترام لهؤلاء الذين عاشوا قبلنا وتظهر الحرص والاعتبار للذين سيأتون من بعدنا.
2) أهمية السياحة في الحفاظ على التراث الأثري:
جاء في تقرير منظمة الأمم المتحدة حول السياحة والأسفار الدولية بروما وتقارير لقاءات دولية أخرى أن التثاقف السياحي له جوانب ايجابية... فهو يحد من الجهوية الضيقة، ويكسر المحافظة الإقليمية ويشجع على تدويل اللغات والكشف عن العالم الآخر، ويساهم في إحياء بعض التظاهرات القديمة التي تنظم لفائدة السياح –كتظاهرات الفلكلور- وفي الحفاظ على بعض المآثر التاريخية[7].
وفي هذا السياق نجد الاتفاقية العالمية للسياحة الثقافية لعام 1999[8]، ونتيجة لإدراكها بأهمية استدامة مواقع التراث الثقافي والطبيعي كمصدر اقتصادي وثقافي وتعليمي، تبحث عن علاقة جديدة ما بين الحفاظ والسائح، وبالتالي فقد ركزت على أن من أهم أسباب القيام بأي عمل من أعمال الحفاظ هو إبقاء تميز مواقع التراث والحفاظ عليها بهدف حصول السائح على أكبر قدر من التمتع بهذه المواقع، وذلك من خلال أسلوب إدارة فعّال يضمن بقاء الموقع وتميزه، من خلال التوعية والحفاظ على المباني والمعالم التراثية، وأن التراث لا يمكن أن يحصل على الدعم المادي أو السياسي بدونها. وتدرك صناعة السياحة أن المواقع التراثية والثقافية تشكل الجزء الأكبر من عوامل الجذب السياحـي، كما تدرك أن هذه المصادر هشة وغير مستوردة، من هنا فإن الاتفاقية العالمية للسياحة الثقافية تدعو مسؤولي الحفاظ وصناع السياحة على أن يعملوا جنبا إلى جنب ضمن التحديات الموجودة للوصول إلى استدامة على المدى الواسع للتراث الثقافي لكل مجتمع.
أما على المستوى الوطني وفي إطار إستراتيجية التنمية السياحية المعروفة باسم «رؤية 2020» التي تم الإعلان عنها في شهر نونبر الماضي بمناسبة انعقاد المناظرة الوطنية الأخيرة للسياحة في مراكش. فقد تم خلق شركة تحت اسم "الشركة المغربية لتثمين القصبات"[9]، عهد إليها ترميم وإعادة تأهيل القصبات في أفق إدماجها في مخطط التنمية السياحية المستدامة، ويلخص وزير السياحة المغربي دور هذه الشركة بقوله: "الشركة المغربية لتثمين القصبات تعتمد في عملها على مبدأ التنمية المستدامة، وذلك من خلال ترميم وإعادة إحياء الموروث المعماري والثقافي المغربي،سواء في شقه المادي، أو اللامادي. فضلا عن إعطاء الشركة لنشاطها بعدا اجتماعيا يتمثل في تكوين الساكنة المحلية، وجعلها تندمج في هذا المشروع سواء من خلال التشغيل المباشر، أو عبر التعريف بالموروث الحضاري المحلي، أو تسويق المنتجات المحلية"[10].
3) خطة عمل:
بعد أن كان ينظر إليه (ولفترة ليست بالقصيرة) كأحد المعيقات التي تقف في وجه تطوير البنى التحتية والتنمية، صار التراث الثقافي أحد أهم عوامل التنمية المحلية[11]  حيث انتبه العاملون في هذا قطاع إلى الدور الاقتصادي الهام الذي يمكن أن يلعبه إلى جانب القطاعات الأخرى. لكن تبقى هناك العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها بقوة في هذا الإطار ولعل أهمها:
1- كيف لنا مثلا أن نجعل من موقع مدينة غساسة الأثري موقعا أثريا من شأنه أن يساهم في التنمية المحلية ؟
2- أو كيف لنا أن نرقى بموقع أثري جد هام كموقع تازوضا إلى مصاف المواقع الأثرية الكبرى بالمغرب والتي تحظى بعناية مؤسساتية من طرف وزارة الثقافة من حيث التسيير  كشالة ووليلى منذ ما يقرب أو يزيد عن 40 سنة ؟ 
3- وما هي طريقة التعامل مع معلمة تاريخية معزولة في العالم القروي كموقع سيدي إدريس أو آثار مدينة غساسة وتازوضا ؟
4-  وما هو السبيل إلى استعادة أحد الشواهد المتميزة للذاكرة التاريخية المحلية والمتمثلة في مدينتي غساسة وأمجاو الأثريتين والتي لم يتبق منهما أي إنجاز معماري فوق الأرض؟
إن هذه الأسئلة تستدعي منا صياغة مشروع عمل منهجي حول هذا التراث المادي الذي تزخر به منطقة الريف الشرقي يتمثل في:
+               معرفته بالقيام بأبحاث علمية وبجرده ووضع خريطة أثرية لمنطقة الريف.
+             تشخيص الوضعيات العقارية للتراث الثقافي بالمنطقة من حيث طبيعة ملكية العقار.
+               ضمان حمايته القانونية والإدارية.
+               إعداد ملفات رد الاعتبار له.
+               التحسيس والتعريف به.
+               البحث عن مصادر التمويل.
+               إنشاء مؤسسة متحفية بمدينتي الناظور والدريوش.
ü               إنشاء محافظة بأهم المواقع التاريخية.




[1]   جواد أبو زيد، المدينة القديمة لفاس تراث وركيزة للتنمية، دفاتر جغرافية، مختبر التراث والمجال  جامعة محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس،العدد 3 / 4 2007، ص 41.
[2]   نفس المرجع، ص 43.
[3]  كافي مصطفى يوسف، صناعة السياحة كأحد الخيارات الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية، دار الفرات نينار للنشر والتوزيع، 2006، ص 106.
[4]  كافي حسين، رؤية عصرية للتنمية السياحية، دار النهضة المصرية القاهرة، ص 37.
  غنيم محمد عثمان، التخطيط السياحي والتنمية، الأردن، 2004، ص 246.[5]
[6]   عرض للأستاذ عبد الله البودجاي، ضمن الملتقى الرابع للذاكرة والتاريخ بالريف ، 28/29 ماي 2010، الحسيمة.
[7]   إسماعيل عمران، التنمية السياحية بالمغرب واقع وأبعاد ورهانات، دار الأمان للنشر، الرباط، 2004، ص60.
[8]   أتت الاتفاقية العالمية للسياحة الثقافية لتحتل مكان الاتفاقية السابقة الصادرة عن ICOMOS "اتفاقية السياحة الثقافية لعام 1976"،  ويأتي الفارق الأساسي ما بين الاتفاقيتين من خلال العلاقة ما بين الحفاظ والسياحة. فالوثيقة الأولى المتعلقة بالسياحة الثقافية لسنة 1976  ركزت على إدارة الضغوطات ما بين السائح ومواقع التراث والمسؤولين عن حماية هذه المواقع وذلك بالنظر إلى السائح من قبل العاملين بالحفاظ بأنه أحد العوامل المهددة لأصالة المواقع التراثية.

[9]  شركة مجهولة الاسم ذات إدارة جماعية ومجلس للرقابة وبرأسمال 3000000.00 درهم.
أنظر:
 يومية الصباح، العدد 3460، الجمعة 27 ماي 2011، ص 4.
[11]   أورد وزير السياحة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بتاريخ 13 يونيو2011، أن 39 بالمائة من السياح الذين يفدون على المغرب،يصنفون ضمن هواة السياحة الثقافة، كما أن هذه الفئة من السياح تنفق في المعدل ألفا ومائة دولار،مقابل ثمانمائة دولارا وأقل من ذلك بالنسبة لفئات أخرى من السياح.