الحركة السياسية عند الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي 2/ 3
قضية الحكومة الريفية ودورها التنظيمي والسياسي
مراد جدي[1]
لقد كان ابن عبد الكريم سباقا إلى عدد من الأفكار الكبرى التي أخذت بها
الحركة الوطنية السياسية ابتداء من الثلاثينات، فإذا كنا نعرف الكثير عن الأمير
الخطابي كقائد عسكري، فيجب أن نتعرف عليه، أيضا كمفكر سياسي، لأن الحركة الوطنية
لم تكن مجرد معارك بل كانت مصدر تفكير فهذا الجانب يستحق أن ينال نصيبه من
الاهتمام كذلك، فالريف في عهد مولاي محند، كان كما يقول عز الدين الخطابي"...إن
حركة المقاومة الريفية قد أبانت للعالم أجمع، كيف أن قوة الحديد والنار لا يمكنها
دوما أن تنجح في تركيع الشعوب، حينما تكون هذه الأخيرة مسلحة بالإرادة ومؤمنة
بعدالة قضيتها، وحينما تتوفر على قادة وطنيين، مخلصين وشرفاء من طينة المجاهد محمد
بن عبد الكريم الخطابي، فقد وجدت فيه القبائل الريفية قائدها السياسي الذي كان
يجمع بين أصالة الإنسان المغربي المتمسك بقيم شعبه وتجربة الإنسان الواعي المنفتح
على منجزات الحضارة المعاصرة وخصوصا حضارة الغرب، فأوربا المتحضرة كانت هي النموذج
الملائم بالنسبة إليه لتحقيق النهضة في المجتمع الإسلامي"[2].
وهذا ما حدث فعلا، فمباشرة بعد انتصار أنوال، "استدعي محمد بن عبد
الكريم مجلسا مكونا من ممثلي القبائل، وتضمن جدول أعمال المجلس الوضعية العامة،
ووضع دستور يكون بمثابة قاعدة تشريعية وكموجه للعمل السياسي، وكان أول قرار اتخذه
الاجتماع هو إنشاء مجلس عام يحمل اسم الجمعية الوطنية، يتكون من ممثلي الجماعات
والقبائل والشيوخ والقواد ويعتبر أعلى سلطة واتفق على تحديد يوم 15 محرم 1340هـ
موافق 18 شتنبر 1921 يوما للاستقلال، وكانت الجمعية الوطنية بمثابة مجلس للنواب، وهو ما سيجعلها
تمثيلية فعلا"[3]،
وكانت بيعة الأمير بداية لإصلاح الجمهورية الريفية.
أ- البيـعة
عنصر هام من أجل تولية السلطة، ويعرفها ابن خلدون "بأنها العهد على
الطاعة"[4]،
ودون الدخول في تفاصيل هذا العنصر، يكفي أن أشير إلى أن الأمير ينظر إلى البيعة في
إطار علاقتها بمجتمع يختار حكامه بكل حرية وبين الحاكمين يلتزمون العقد المبرم
بينهم وبين الأمة ولا يخرجون عن المقاصد العامة للشرع، فقد بات مسلما به تاريخيا أن
الأمير الخطابي أصبح زعيما سياسيا وعسكريا للقبائل الريفية الممتدة مساحتها من
كبدانة بالشرق –الحدود الجزائرية- إلى جبالة بالغرب وتأكدت هذه الزعامة بعد بيعة
أعيان القبائل له بالطاعة.
ومما جاء في وثيقة البيعة "... أمير المجاهدين الواثق بربه المعين
سيدي محمد بن العالم الفاضل سيدي عبد الكريم الخطابي الورياغلي الريفي، فبايعوه أعزه
الله على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..."[5].
وقد كانت هذه البيعة بتاريخ 14 جمادى الثانية 1341 هـ الموافق لفاتح فبراير
1921 وقعها احد عشرة من أعيان المنطقة من مختلف القبائل (انظر الوثيقة في المرجع
المذكور).
ب- تنظيم مؤسسات الجمهورية
لاشك أن قيام الجمهورية الريفية جاء نتيجة لمقتضيات حرب التحرير وإرادة
الشعب المغربي في صنع مصير بيده، فعمد الأمير بعد نصبه رئيسا للجمهورية إلى إنجاز
مشاريع جديدة لمواجهة الاستعمار، وقام بخطورة التنظيم ولو في ظروف صعبة، وهذا ما يعنيه
جرمان عياش بقوله: "وتجلت رؤيته العصرية في المجالات العسكرية والسياسة
والدبلوماسية، حيث سلح الشعب ووحد القبائل وأسس دولة مستقلة، وطالب بالانتساب إلى
عصبة الأمم وأسس الإدارة وعين الحكومة وبعث أخاه للسفر عبر أوربا لنيل الدعم
والمساندة"[6]،
فاستطاع بذلك ابتكار واستخدام عملية تأسيس السلطة التي أتاحت دمج القبائل
المتنافرة في دولة ذات سيادة.
وهنا سأحاول توضيح أكثر أن ابن عبد الكريم الذي تتناولته الكثير من
الدراسات على أنه قائد عسكري فقط، ولكن يجب أن نتعرف عليه أيضا، كمفكر سياسي محنك،
" والحركة الوطنية لم تكن مجرد حلقة من المعارك، بل كانت أيضا مصدر تفكير
سياسي فهذا الجانب يستحق أن ينال نصيبه من اهتمام المؤرخين، وفي نظري يمثل الزعيم
الريفي انقلابا من هذه الناحية، لقد كان النضال الوطني يتجلى قبله في المقاومة
المسلحة التي قامت في عدد من البوادي وحين ننظر إلى رجال من نوع موحا وحمو الزياني
وعسو أوبسلام وأحمد الهيبة وغيرهم، نجد أن عنصر الفكر كان ينقص تحركهم"[7].
ج- إنشاء سلطة الدولة:
حاول محمد بن عبد الكريم بإبداعه على الصعيد السياسي، إيجاد حل لإشكالية
الدولة المغربية، فالمغرب كان منهكا بسبب الحروب الداخلية "بين بلاد المخزن
من جهة وبلاد السيبة من جهة أخرى الشيء الذي أعطى نظرة مشوهة عن الدولة الإسلامية.
لذا جاء الأمير محمد ليؤقلم مفهوم الدولة الحديثة مع التشريع الأساسي
(الراشدي) كما وضعه مؤسسو دولة المدينة (الخلفاء الراشدون) هذا التشريع يناسب كل
التناسب مع تقاليد الشعب المغربي[8]،
يقول المؤرخ المغربي جرمان عياش "بان ابن عبد الكريم كان مسلحا بوطنية تثير
الإعجاب بمفاهيمها العصرية كالتقدم وحرية الفكر والديمقراطية"[9].
وقد قدمت عدة تحليلات عن التنظيم السياسي الذي أقامه ابن عبد الكريم
لحركته، فنجد أصداء مفيدة عن ذلك عند علال الفاسي والمؤرخ السوري أمين سعيد
والباحثة السوفيتية "لوتشكايا" وعبد الرحمان اليوسفي وجرمان عياش ومحمد
الطاهري وعثمان بناني الخ... وكلهم أبرزوا هذا التركيز على الديمقراطية الذي سار
فيه ابن عبد الكريم[10].
وأمام هذه التصريحات نجزم أن ابن عبد الكريم كان يريد تجهيز الشعب ببنية
دولة عصرية، ولهذا السبب بالضبط انزعج الأعداء وحاولوا اغتيال هذه الدولة الفتية
في المهد، فقد كتب الجنرال ليوطي: لايمكن أن يكون هناك أخطر من إنشاء دولة إسلامية
مستقلة وحديثة على مقربة من فاس(...) جاعلة من ابن عبد الكريم قطبا جاذبا لا فقط
للمنشقين من أتباعنا بل ولهذه العناصر المغربية، والشابة منها على الخصوص التي
وسعت مداركها المستقبلية للأحداث الجديدة في الشرق والتي تطورت في فكرها مطامح
العداء للأجانب...".
وفي هذا الصدد تمخضت حكومة جمهورية الريف بمثابة الهيكل الأساسي للدولة
الريفية الوليدة، ويعتبر أعضاء الحكومة مسؤولين أمام رئيس الجمهورية وهو وحده
المسؤول أمام الجمعية الوطنية، كما يقول عبد الرحمان اليوسفي وكانت الحكومة
الريفية الوحيدة تتكون كالتالي:
الرئيس: محمد بن عبد الكريم الخطابي.
نائب الرئيس: أمحمد بن عبد الكريم الخطابي.
وزير الخارجية والبحرية: محمد أزرقان.
وزير الحرب: السي عبد السلام بن الحاج محمد البوعياشي.
وزير الاقتصاد: السي عبد السلام الخطابي.
وزير الداخلية: اليزيد بن الحاج حمو.
وزير العدل: ابن علي بولحية.
وزير الأوقاف: احمد اكرود.
السكرتارية: عبد الهادي بن محمد، ومحمد البوفراحي.
ديوان الصحافة: حنان بن عبد العزيز، عبد القادر الفاسي.
السفير في لندن: السي عبد الكريم بن الحاج.
السفير في باريس: حدو بن حمو.
كما وضعت الجمعية ميثاقا وطنيا من مواده:
أولا: رفض الاعتراف بكل ما يرتبط بعقد الحماية المبرمة 1912.
ثانيا: الاعتراف باستقلال الريف.
ثالثا: إقامة حكم دستوري.
رابعا: دفع الأسبان لتعويضات للريفيين عن الخسائر التي لحقت بهم لمدة 11
سنة وشراء الأسرى.
خامسا: ربط علاقة ودية مع كل البلدان دون تمييز بينها[11].
وكان الأمير يرأس بالعاصمة (أجدير) اجتماعات شهرية بالقادة والقضاة
وبمسؤولي السجون بغية تسهيل الاتصال والتنسيق بين مختلف أجهزة الحكومة، ويظهر أن
السلطة المركزية نظمت بصيغة حديثة وذلك بتقسيم المهام بين الوزارات أما الجمعية
الوطنية فحافظت على البنية التقليدية[12]."
بينما كان ابن عبد الكريم يسبح بالحداثة على المستوى الوطني، فإنه على المستوى المحلي
لم يجرؤ على ملامسة البنيات التقليدية الموروثة، والحق أن خطته الدقيقة هذه ما كانت
لتزعج الزعامات القبلية والتقليدية... تماشيا مع هذا المنطق إذن كانت أسماء
الإدارات هي نفس الأسماء التي يتبعها المخزن السلطاني منذ أمد بعيد، فقد سمي رؤساء
القبائل قوادا وعين زعماء العشائر شيوخا (مفرد: شيخ)، وعهد لكل بمسؤولية الإدارة
الترابية لمجال اختصاصه"[13].
د- الجهاز العسكري:
يكفي أن نشير هنا إلى كيف استطاع الأمير الخطابي أن يكون جيشا منظما من
قبائل لم تألف سوى القتال مع بعضها البعض؟ جيش يؤمن بحرية بلاده واستقلالها، و يقاتل
جيوشا أكبر منه عددا وتقدما في معداتها العسكرية كالجيش الاسباني وينتصر عليها؟
وهنا نشير أيضا أن الأمير الخطابي قد خالف التقليد المتبع في نظام المخزن، فقد
اعتمد بشكل أساسي على الجماهير، إلا أن العنصر الجوهري كان في ابتكاره وتنظيمه
للجيش الذي يطلق عليه اليوسفي اسم الجيش الشعبي كان يتكون من الريفيين الذين يتم
تجنيدهم في أسواق مختلف القبائل:
" كان يجري تجنيد نصف الساكنة من الذكور البالغين مابين 16 و50 سنة في
كل قبيلة لمدة أسبوعين في المعدل وهكذا، كان نصف الشعب يشتغل في الوقت الذي كان
فيه النصف الأخير يقود الحرب، كانت الفيالق المجندة تلتحق بالرباط (مخيم) حيث يجري
تدريبها وتسلحيها. أما تنظيم الجيش الشعبي فقد كان يخضع للتراتبية "[14]
التالية قائد لكل 1000، قائد 500، قائد 100، قائد 50، قائد 25، قائد 12.
إن تنظيم جيش ابن عبد الكريم كان إذن على النمط الأوربي، إذ كانت القوات
ترتدي زيا عسكريا تزيينه شارات تعدد لكل محارب صفة في التراتبية العسكرية، كما
قسمت القوات الريفية إلى قسمين: قوات نظامية وقوات تجنيد، تجمعها القبائل كلما دعت
الضرورة إلى ذلك، وضمت القوات النظامية ما يقرب من 2500 رجل منها رجال الحرس الخاص
بمحمد بن عبد الكريم وعددهم 150 رجلا يترأسهم القائد حديدان.
ويعرف رجال هذا الحرس بعمامات خضراء على رؤوسهم، ومن المشاة عددهم 2000
وعمامتهم زرقاء والضباط وعمامتهم حمراء اللون، ومن 300 مدفع ورشاش وعمامتهم سوداء
اللون.
وكان الجندي يتقاضى عن كل يوم بسيطا ( Peseta )، أما
الضباط فكانت رواتبهم الشهرية تتراوح بين 25 و40 دورو"[15].
وبفضل هذه المميزات العسكرية، استطاع الجيش أن يحصل القسم الأساسي من سلاحه
على شكل غنائم من العدو كما استطاعت الدولة اكتساب الجزء الأساسي من مواردها
المالية (فدية عن أسرى الحرب) أغلبهم من الأسبان، وكذا ضرائب يدفعها المعفون من
الخدمة العسكرية. وأظهر المجاهدون مهارة فائقة ليس في إصلاح بعض الأسلحة فقط التي
كان ينقصها بعض القطع التي ينتزعها العدو قبل انسحابه بل وفي صنع القنابل
والمتفجرات أيضا ( وذلك باستعمال العبوة المتفجرة في القنابل التي يستولون عليها وبوضعها
في علب السردين). ويحكي بعض شهود عيان الذين عايشوا الحدث أن المجاهدين كانوا
يصنعون لمجابهة قنابل الغاز قنابل مسيلة للدموع باستخدام البارود والفلفل الحار.
وتزايدت فعالية الجيش الشعبي باستخدامه شبكة خطوط هاتفية كانت تغطي كافة أنحاء
الجمهورية الريفية.
هـ- القضاء والإصلاحات الأخرى:
إلى جانب الحكومة والجيش، كانت جمهورية الريف الفتية بقيادة ابن عبد الكريم
مهتمة اهتماما كبيرا بميدان القضاء الذي كان له دور كبير في تنظيم شؤون دولته. حيث
كانت للإصلاحات القضائية نتائج هامة، حيث تم تحقيق الأمن والمساواة بين أفراد
الشعب ويشهد على ذلك الصحافي الأمريكي سكوط الذي زار الجمهورية الريفية عام 1925،
حيث قال "بأن النظام والقانون يسودان البلاد وزالت الخلافات الدموية بين
العائلات وعم الأمن والمساواة، أمام القانون"[16]،
وظهرت لأول مرة مؤسسة السجون في الريف خاصة في أجدير ولم يوجد فيها سوى بعض
المعتقلين من الخونة والأجانب مما يدل على قلة الجرائم، وتظهر نجاح الإصلاحات
بندرة حالة الإعدام وانتشار السلم المدني.
وأحدث ابن عبد الكريم وزارة التربية بغية تطوير التعليم الابتدائي الحديث
وقد نشر في الصحف الجزائرية إعلانات قصد اجتذاب المدرسين وقد تكلف ابن عبد الكريم
بكتابة النصوص والإعلانات، ونظرا لظروف الحرب لم يستطع تشييد عدد كبير من المدارس
ولم نعرف سوى مدرسة واحدة بأجدير[17].
وقد استطاع الزعيم الريفي في ظرف عامين فقط تحقيق عدة منجزات لتحديث دولته
داخليا، وبالإضافة إلى هذا اهتم بالسياسية الخارجية.
و- السياسية الخارجية التي نهجها ابن عبد الكريم:
فيما يتعلق بالسياسية الخارجية أولى لها اهتماما خاصا، لأنه فطن إلى أهمية
التوجه إلى الرأي العام العالمي للحصول على الاعتراف بجمهورية الريف كدولة ذات
سيادة كمنطقة خليفية، فإرسال الأمير الخطابي أخوه أمحمد سنة 1922 إلى أوربا قصد
الاتصال بالعالم الخارجي وإثارة الحقائق والأوضاع التي تسير عليه الحرب الريفية
ويوضح أن شمال المغرب يدافع عن كرامته وطنه، وتكذيب ما يدعيه الأسبان في صحفهم،
وحاول إثارة قضية الريف في عصبة الأمم بجنيف لكنه لم يلق آذانا صاغية لأن هذه
العصبة (العصابة) تسيطر عليها الدول الاستعمارية لحماية مصالحها الشخصية لا لحماية
العدالة وحقوق الإنسان والأمم الضعيفة[18].
وبعد تكثيف الاتصالات مع مختلف البلدان المتقدمة خاصة، توافدت على الريف
شتى البعثات والصحافيين لتشاهد بأعينها ما يدور ويروج، وكانت هذه البعثات تتلقى
التقارير من طرف الزعيم الخطابي.
وفي علاقة الجمهورية الريفية مع اسبانيا تم التفاوض على الأسرى حيث تدخل "
ايشباريطا "، ليتوسط لاسبانيا حول إطلاق سراح الأسرى الإسبان واتفق مع ابن
عبد الكريم على هذه الشروط مقابل إطلاق سراح أسراهم وهي كالتالي:
1- تدفع الحكومة الاسبانية للريف أربعة ملايين بسيطة ((Peseta.
2- وأن تطلق سراح الأسرى المسجونين عند اسبانيا أثناء الحرب.
3- أن تسلم المبلغ المالي الذي تركه الأمير في مليلية.
وبالفعل تم الاستجابة للشروط التي وضعها ابن عبد الكريم في 27 يناير 1923
حيث وصل ايشباريطا إلى أجدير ومعه فدية قدرها أربعة ملايين بسيطة (Peseta) و 93 أسيرا ريفيا مقابل 300 أسير اسباني على رأسهم
الجنرال " نفارو " مما يؤكد على القوة الدبلوماسية لابن عبد الكريم.
ن- علاقة الأمير الخطابي بسلطان فاس:
يمكن أن نقول أن علاقة " السي محند " بالسلطان منذ بداية ثورته تميزت بمكاتبه ودعوته إلى مساعدته ضد الاستعمار ولم
يستجب له السلطان، وكان يرفض المنافسة لا على المستوى الديني ولا السياسي. ولكن
الشيء الذي يختلف فيه مع السلطان والمخزن هو أنه لا يقوم بواجبه من أجل استرجاع
حرية البلاد و أن السلطان ليس حرا في أفعاله تحت الحماية الفرنسية ومراقبة ليوطي
الذي يحكم باسم السلطان ويغزو المغرب باسمه واسبانيا أيضا تحاربه باسم السلطان،
ويدعوه إلى مساعدته على تحرير الريف والمغرب ويقول ابن عبد الكريم أيضا " أنا
لست سوى وطني يرغب في ألا تقع بلاده تحت سيطرة الاستعمار ولم يكن الهدف المتوخى من
حركة المقاومة انعزاليا أو انفصاليا، كما ذهبت إلى ذلك الدعاية الاستعمارية
والأدبيات السوسيولوجية والسياسية التي دعمتها"[19].
إذن الجمهورية الريفية كانت خطة إستراتيجية حكيمة
وواقعية تفرضها مقتضيات توازن القوى فابن عبد الكريم لم يستطع إن يقاوم على جبهتين
أي أن يحارب ضد اسبانيا وفرنسا في نفس الوقت بل إستراتيجيته بعد الانتصار على
اسبانيا فكر إنشاء قاعدة منظمة وجيش قوي لكي يستعد لما سيأتي.
[2] - عز الدين الخطابي، " محمد بن عبد الكريم
الخطابي: القائد الوطني"، منشورات تيفراز، مطابع ميثاق المغرب، الرباط، 2003،
ص: 9.
[5] - بوشتي بوعسيرة، علاقة محمد الخطابي مع قواد قبائل
الريف، نقلا عن مجلة "أمل" ع8، السنة 3، 1996، ص: 46.
[7] - محمد زنيبر، " محمد بن عبد الكريم ونشوء الفكر
الوطني المغربي"، نقلا عن مجلة " تاريخ المغرب"، ع 3 ، ص 39.
[9] - حوار مع الأستاذ عياش جرمان، أجرته لجنة تحرير مجلة
تاريخ المغرب، حول حركة – محمد بن عبد الكريم الخطابي -، نقلا عن مجلة "
تاريخ المغرب"، ع 3، السنة الثالثة، 1983،ص: 7.
[13] - سعيد عبد الكريم الخطابي، "من مظاهر التنظيم
السياسي بالريف، بني ورياغل: تنظيم سياسي نموذجي، نقلا عهن مجلة بادس، ع10-11.مارس
2001، ص: 18.
[15] - Nathalie lautskio : la république du rif,
moscou, 1959
نقلا عن مجلة عبد الرحمان اليوسفي (المرجع السابق) ص: 99.
[18] - محمد عمر القاضي، أسد الريف محمد عبد الكريم الخطابي،-
مذكرات عن حرب الريف-ن ديسبريس، تطوان، 1979.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق